في 31 أغسطس الماضي امتنّ الله على بني يوسف بأمطار غزيرة وسيول جارفة لم تشهدها المنطقة منذ عشرات السنين خلفت خسائر في الأرواح والممتلكات، وسجلت من خلالها حالة وفاة و3 إصابات، كما تسبب بأضرار بالغة على الطرق الرئيسية والفرعية، والأراضي الزراعية، والمنشآت العامة والخاصة.
في هذا التقرير نرصد حجم الأضرار ، ونسلط الضوء على التحركات والإجراءات بشأن الكارثة، ونوضح أهم الاحتياجات ، ونبرز الحلول والتوصيات، كما نتناول المعالجات التي تم إنجازها، والإصلاحات المستقبلية.
تحركات عاجلة
في نفس اليوم وبعد أن بدأت السيول الجارفة بالتدفق نحو الوديان الزراعية واخرجت الطرقات عن الخدمة قام وجهاء المنطقة بتحركات واتصالات مع السلطة المحلية والجهات ذات العلاقة على مستوى المديرية والمحافظة من أبرزهم الشيخ نجيب عبد الرؤوف – أحد وجاهات بني يوسف وعضو المجلس المحلي الذي قام برفع مذكرة لمدير مديرية المواسط ثم محافظ محافظة تعز يدعوا الى التدخل العاجل كون ما حدث فوق طاقات وإمكانيات الأهالي.
زيارات ميدانية
في اليوم التالي للكارثة قام مدير عام مديرية المواسط رئيس المجلس المحلي أمين شرف الفضلي ومعه الأمين العام للمجلس المحلي الأستاذ عبد الله عبد الرحمن وعضو المجلس المحلي الشيخ نجيب عبدالرؤوف اليوسفي وعدداً من مدراء المكاتب التنفيذية في المديرية بزيارة للمناطق المتضررة من السيول للاطلاع على حجم الخسائر.
لجنة طوارئ لمواجهة الكارثة
قام مدير مديرية المواسط بتشكيل لجنة طوارئ لمواجهة الكارثة ممثلة بمدير مكتب الأشغال نبيل علي أحمد ومدير مكتب الزراعة المهندس علي الصوفي ومهندس المكتب الفني عدنان الحمادي لحصر الأضرار وتجهيز دراسات لعملية الإصلاحات.
منطقة منكوبة
أعلن المجلس المحلي لمديرية المواسط بأن عزلة بني يوسف منطقة منكوبة بعد زيارة طريق فضاحة الشريان الرابط بين مركز مديرية المواسط وقرى بني يوسف ومديرية سامع حتى دمنة خدير، ذلك الطريق الحيوي الذي يستفيد منه عشرات الالاف من ابناء المحافظة جعلته السيول خارجا عن الخدمة وتوقف بشكل كلي.
وتم اطلاق نداءات مسجلة الى محافظ المحافظة وجميع المنظمات والمكونات التنموية والمجتمعية والناشطين للقيام بدورهم كلاً حسب موقعه ومكانته في إعادة تأهيل ذلك الطريق وترميمه بما تقتضي المسئولية الوطنية.
نداءات استغاثة
وجه مدير عام المديرية الأستاذ أمين شرف الفضلي وعضو المجلس المحلي الشيخ نجيب عبد الرؤوف نداءات استغاثة الى رئيس الوزراء ومحافظ محافظة تعز وأبناء المواسط وجميع منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية والمكونات والشخصيات التنموية والخيرية للوقوف على هذه الكارثة بحلول مستعجلة، داعياً الى تدخلات عاجلة وسريعة لإنقاذ ما تبقى من أراضي ومصادر مياه الشرب التابعة للأهالي والتي مازالت مهددة بالانجراف.
كما تم مراسلة العديد من المنظمات الدولية بتقارير أولية عن الأضرار.
فريق رسمي وفني من المحافظة
بعد إعلان بني يوسف منطقة منكوبة قام فريق رسمي وفني من السلطة المحلية بمحافظة تعز بزيارة تفقدية للقرى المتضررة من كوارث السيول برئاسة وكيل المحافظة لشئون الحجرية “الاستاذ محمد عبدالعزيز” ووكيل المحافظة للشئون الفنية “المهندس مهيب الحكيمي” ومدير مكتب الشئون الفنية “المهندس بشير العليمي” ومدير عام مكتب الأشغال المهندس “عبدالحكيم الشميري” ونائب مدير مكتب الاشغال المهندس “محمد القرشي”
وبعد الاطلاع على حجم الدمار الذي خلفته السيول تم التوجيه بالتحرك الفوري وتوجيه المعدات التابعة لمؤسسة صيانة الطرقات في المحافظة الى عزلة بني يوسف، والعمل بما يعيد تأهيل الطرقات وإعادة ترتيب وإصلاح السوائل تسهيلاً لمرور السيول وتصريفها بالشكل الاعتيادي بما يحفظ مزارع المواطنين والطرقات العامة والفرعية من الانجراف.
التغطية الإعلامية
قامت قنوات بلقيس ويمن شباب بتغطية الكارثة إعلاميا عبر تقارير مراسليها في تعز، حيث سلطت الضوء على الأضرار في الطرق والأراضي الزراعية والمنشآت العامة والخاصة، كما قامت العديد من المواقع الإخبارية الالكترونية بنشر أخبار الكارثة، بالإضافة الى النشر الواسع في وسائل التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك والواتسآب) حيث تم تناقل المئات من الصور والفيديوهات عن الكارثة من عدة قرى متضررة.
تقييم الأضرار
قامت لجنة مكلفة من مديرية المواسط بزيارة ميدانية لمعاينة وحصر الأضرار للطرق والأراضي الزراعية وجدران الحماية والساندة ومصدات السيول والمنشأت الحكومية المتضررة شملت العديد من القرى من أبرزها ( الدوم – شرار – جرنات – المشجب – نقيل فضاحة)، وكانت الأضرار كالتالي:
– طمر بمخلفات السيول بمساحة تبلغ 4097م3
– جرف جدران أراضي زراعية بمساحة تقدر بـ 1000م2
– تدمير جدران حماية وساندة ومصادات سيول 1310م3
– جرف طرق مساحتها تقدر بـ 20000م2
– طمر آبار وعيون عدد 7
– تضرر عدد من المراكز الصحية والمدارس.
الاحتياجات
– إخراج مخلفات السيول من داخل الأراضي الزراعية المطمورة لمساحة 4097 م3
– تنفيذ وإعادة بناء وترميم جدران الأراضي الزراعية التي جرفتها السيول أو يسمى ( العصيب ) بمساحة 1000م2
– تنفيذ وترميم الجدران الساندة وجدران الحماية ومصدات السيول لحماية الأراضي الزراعية وحماية الممتلكات العامة مثل المدارس والمراكز الصحية وبحسب المواصفات الانشائية المتبعة وبموجب دراسات خاصة هيدرولوجية وغيرها من الدراسات المطلوبة لمساحة 1310م3
– أعمال فتح للآبار المطمورة والمدفونة، مع تنفيذ جدران ومصدات حماية لهذه الآبار عدد 7
– تسوية ساحات المدارس والمراكز الصحية مع تنفيذ ميول مناسبة لتصريف مياه الامطار المتجمعة في هذه الساحات وتصريفها باتجاه فتحات خاصة لهذا الغرض بساحة تقدر بـ 1600م2
– بناء مصدات للسيول جوار المركز الصحي ومدرستي الاشعاع وخديجة بجرنات كونها محاذية لممر السيول الجارفة.
– فتح الطرق المغلقة الرئيسية والفرعية التي تحتاج إلى مسح عادية وتسوية بمساحة 9000م2.
– فتح الطرق الرئيسية والفرعية والتي تحتاج الى أعمال رفع مخلفات سيول، وتحتاج الى أعمال حفر ترابي مثل تعميق مجاري السيول ( السوائل ) لمساحة تقدر ب 24000م2
– نقيل فضاحة الرابط بين دمنة خدير والجزء الحنوبي من محافظة والذي يخدم أكثر من 45 الف نسمة من أبناء من بني يوسف ومديرية المواسط ومديرية سامع بالإضافة الى غيرهم من أبناء محافظة تعز المستفيدين منها كطريق أكثر أمانا ومسافته أقل .. هذا الطريق يحتاج للأعمال التالية :
– تنفيذ جدران ساندة للطريق بمساحة تقدر بـ 6650 م3
– تنفيذ أعمال رصف حجري لحماية الطريق من النحر والجرف مستقبلاً، مع تنفيذ ربارب لتصريف مياه الأمطار لمساحة تقدر بـ 8540 م2
الحلول المستعجلة لمواجهة كارثة أضرار السيول
– سرعة توفير حرارة D85 لفتح طريق نقيل فضاحة الرئيسي الرابط بين دمنة خدير والجزء الجنوبي من مدينة تعز، خصوصا وأن هذا النقيل يمر منطقة صخرية شديدة الصلابة الذي لن يفيد معه استخدام غرافة عادية ، كما ستقوم الحرارة بالعمل في مجاري السيول المفتوحة والعريضة ( السوائل ) من أجل تكويم وتنفيذ مصدات ترابية على ضفاف الأودية لحمايتها من السيول، كما ستقوم بتعميق مجاري السيول الى الأعماق بما يتراوح بين 2- 3 متر.
– سرعة توفير غرافة ويترافق عملها مع عمل الحرارة بنفس الوقت في الأماكن والمواقع المتضررة والتي لن تحتاج الى عمل الحرارة مثل فتح الطرق الفرعية والترابية وتنفيذ مصدات ترابية على ضفاف الوديان الضيقة ، وتنفيذ أعمال مسح وتسوية ساحات المدارس والمراكز الصحية، ورفع مخلفات السيول الترابية والتي سحبتها السيول وكومتها على الطرق الاسفلتية سرعة فتح العبارات المغلقة بمخلفات السيول في الطرق الاسفلتية وفتح مجاري السيولة المغلقة .
التوصيات
في حالة وجود سيول وبنفس الشدة مستقبلاً ستكون الأضرار المادية أكبر ما لم يتم عمل بعض المعالجات السريعة على ضفاف الوديان وتتمثل هذه المعالجات في الآتي:
– عمل حواجز تهدئة وترسيب على طول مسار مجاري السيول أو ما يسمى بالمعاقم للتخفيف من سرعة السيول وتخفيف الانحدار والميول في مجرى الوادي.
– تنفيذ دفاعات ومصدات للسيول في الأماكن الضعيفة والمعرضة للاختراق من أجل تغيير مجرى السيل وحماية الممتلكات العامة والخاصة.
– تنفيذ جدران حماية على ضفاف الوديان او الرئيسية سواء من الأحجار والخرسانة الكتلية أو باستخدام سلال جابيون
– نوصي بتفعيل المبادرات الأهلية والأعمال التعاونية لتنفيذ مثل هذه الأعمال وبتمويل من السلطة المحلية أو من المنظمات، ويشارك الأهالي والمستفيدين بنسبة معقولة من التكلفة ، أو يكلف المستفيدين بالتنفيذ تحت اشراف الجهة الممولة، والاقتراح الأفضل أن تتنفذ هذه الأعمال ضمن “برامج النقد مقابل العمل” أو “برنامج الغذاء مقابل إعادة تأهيل الأصول” التي يتبناها الصندوق الاجتماعي للتنمية وبعض منظمات العمل الإنساني.
– الطرق الرئيسية مثل طريق فضاحة يفضل بعد عملية فتحه وصيانته خلال الفترة القادمة أن يتم بناء الجدران الساندة لحماية الطريق ورصف المقاطع شديده الوعورة منه والتي تتعرض للنحر والجرف بصورة مستمرة من جراء هطول الأمطار ونزول السيول، كما يجب لحماية أي أعمال منفذة في هذا الطريق تنفيذ مجاري للسيول وعبارات ، ويمكن قبل تنفيذ أي عمل في الطريق مراجعة المسار العام للطريق، وفي حال وجود مسار أفضل قد يخفف من الميول ومن أضرار السيول يتم تعديل المسار لما فيه مصلحة الطريق ومصلحة اهالي المنطقة المجاورين للطريق ولاملاكهم بحيث تقل تكلفة صيانة الطريق مستقبلا ويكون كل هذا تحت اشراف هندسي لينفذ كل ذلك بمواصفات هندسية جيده من حيث الدراسات او التنفيذ.
ما الذي تم تحقيقه حتى اليوم؟
للإجابة عن هذا السؤال يمكننا تقسيم الفقرة الى قسمين .. قسم قام به الأهالي بمبادرة منهم حسب قدراتهم، وقسم آخر من مسؤولية السلطة المحلية لا ترقى الى مستوى الكارثة.
مبادرات مجتمعية
قام الأهالي ببعض المعالجات بمبادرات ذاتية منهم، وحسب امكانياتهم المتاحة كالتالي:
– تم تنفيذ ما يقارب 300 م٣ جدران ساندة ومصدات السيول لحماية الأراضي الزراعية وحماية الممتلكات العامة في قرية جرنات.
– تم بناء أكثر من عشرة منافذ في ممرات السيول بمناطق جرنات، وحصمة، للحد من طمر وجرف ما بقي من المزارع (أغلبها مزارع بُن)، والمتبقي أكثر من خمسه منافذ لم يستطع الأهالي بنائها لكلفتها الكبيرة التي تفوق إمكاناتهم.
– المبادرة المجتمعية تسعى حاليا لبناء جدران حماية لمدرستي الاشعاع وخديجي والمركز الصحي بجرنات كونها بجوار ممرات السيول .
الجانب الحكومي
حتى الآن لا يوجد أي تدخل أو دعم أو مساعدة من الجهات الحكومية أو من المنظمات الإنسانية ، سواء في طريق فضاحة والطرقات الفرعية، أو الأضرار الأخرى التي حدثت بسبب السيول.
والذي وصل مساهمة مالية، حيث تم التوجيه بصرف 3 مليون ريال، وتم تخصيص 1,500,000 مليون وخمسمائة الف ريال منها لعمل البوكلين والشيول.
معالجات مستقبلية
وبشأن الخطط المستقبلية للشريان الحيوي (طريق فضاحة) أكد الشيخ نجيب عبدالرؤوف بأن هناك ثلاث دراسات قام بها مهندسون متخصصون بانتظار من يتبناها من السلطة المحلية أو المنظمات المانحة.. وهي كالتالي:
– الدراسة الأولى: عمل إنقاذ للطريق بمسح وإنشاء مخارج للسيول، وعمل جدران ساندة في أماكن الضرورة فقط، بتكلفة تبلغ 70 مليون ريال.
– الدراسة الثانية: عمل توسعة للطريق في الأماكن الضرورية، وعمل جدران ساندة، بالإضافة إلى عمل مخارج للسيول، ورصف للأماكن الضرورية التي تم تحديدها من قبل المهندسين، وتبلغ تكلفتها 320 الف دولار.
– الدراسة الثالثة: تشمل عمل متكامل للطريق بتوسعة وجدران ساندة وعبّارات للسيول، مع رصف بتكلفة تبلغ 620 ألف دولار.